عالم التأثير

21 مليون حساب “تواصل اجتماعي” للأردنيين وسط كثافة الاستخدام

لم يعد مستغربا اليوم، مشهد انغماس الأردنيين، وبكثافة، بشاشات هواتفهم الذكية في كل الأوقات والأمكنة، يتصدره استخدام مختلف منصات التواصل الاجتماعي العالمية التي باتت تستنزف الكثير من الوقت، عبر قاعدة واسعة من الحسابات بلغ تعدادها قرابة 15 مليون حساب في نهاية الربع الأول من العام الحالي، وفقا لما أظهره تقرير عالمي حديث.

وتشير الدراسات العالمية الى أن الناس في مختلف دول العالم يقضون 6 ساعات يوميا بالمعدل على شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث تظهر تلك الدراسات أن المعدل اليومي في دول الشرق الأوسط والخليج يفوق المتوسط.

وتستقطب مختلف منصات التواصل الاجتماعي العالمية، على اختلاف أشكالها ومزاياها، يوما بعد آخر، مستخدمين جددا من الأردنيين الذين يندمجون بمنصاتها وصفحاتها للاستفادة بما توفره من خصائص وخدمات للتواصل والإعلام والتسويق، فيما يزداد ويتنوع استخدام الحسابات القديمة لشبكات التواصل الاجتماعي، وخصوصا في المحتوى المصور والفيديوي ولأسباب متنوعة.

وكشف تقرير عالمي أصدره موقع “دي بورتال” العالمي، توزع إجمالي عدد حسابات السوشيال ميديا في الأردن على خمس شبكات تواصل اجتماعي رئيسية هي: “فيسبوك”، “تويتر”، “انستغرام”، “سنابشات”، “لينكد إن”، و”يوتيوب”.

وكان إجمالي عدد حسابات الأردنيين على الشبكات الاجتماعية الخمس، قد بلغ العشرة ملايين حساب قبل ثلاث سنوات.

وقال الخبير في مجال التقنية وصفي الصفدي “إن الناس في مختلف دول العالم، ومنها الأردن، باتوا يصرفون وقتا طويلا على تطبيقات وشبكات التواصل الاجتماعي، لما توفره من مزايا في سرعة وسهولة التواصل أو للمحتوى الذي يتوافر عليها يوميا”.

وبين الصفدي، أن استخدام الأردنيين لشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة يتنوع بين أمور عدة، أهمها التواصل الاجتماعي أو لأغراض العمل، أو نشر المحتوى، كما أن عددا كبيرا من المستخدمين بات يعتمد عليها لإنجاز الأعمال أو تسويقها مع انتشار ثقافة التسويق الرقمي.
وأكد الصفدي أن من استخدامات الناس لشبكات التواصل الاجتماعي؛ متابعة الأخبار والأحداث ومشاركتها والتعليق عليها وإبداء الآراء في مختلف القضايا.

وذكرت بيانات التقرير العالمي، أن عدد حسابات الأردنيين على شبكة “يوتيوب” التابعة لشركة “ألفابت” قد تجاوز الستة ملايين حساب نهاية الربع الأول من العام الحالي، مستحوذا على حصة تقارب الثلث من إجمالي أعداد حسابات الأردنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
على شبكة “فيسبوك” المملوكة لشركة “ميتا” العالمية، بلغ عدد الحسابات مع نهاية الربع الأول من العام الحالي قرابة 5.45 مليون حساب.

ومع وصول عدد حسابات الأردنيين على شبكة “فيسبوك” الى هذا المستوى، تكون هذه المنصة قد استحوذت على حصة 26 بالمائة من إجمالي عدد حسابات الأردنيين على مختلف الشبكات الاجتماعية.

وبين التقرير أن منصة “إنستغرام” جاءت في المرتبة الثانية من حيث عدد حسابات الأردنيين عليها، مستحوذة على نسبة تقارب 18 بالمائة من الإجمالي في نهاية الربع الأول من العام الحالي؛ حيث بلغ عدد حسابات الأردنيين على هذه الشبكة المملوكة أيضا لشركة “ميتا” قرابة 3.7 مليون حساب.

وتعنى شبكة “إنستغرام” وتركز على محتوى الصور والفيديو أكثر من المحتويات النصية المكتوبة.

وتطبيق “انستغرام” للهواتف الذكية انطلق في العام 2010، وأسسه كل من “مايك كريجر” و”كيفين سيستروم”، ليتيح للمستخدمين التقاط ومشاركة وتبادل الصور والفيديوهات.

ومن جانبه، قال المستشار في مجال الإعلام الرقمي إبراهيم الهندي “إن زيادة وقت الاستخدام للمستخدمين الحاليين للسوشال ميديا أو دخول مسخدمين جدد، يأتي لأسباب عدة، من أهمها أن هذه المنصات وسيلة تواصل “سهلة” و”سريعة” وتصل لأكبر عدد من الناس في الوقت نفسه متجاوزة المسافات والحدود الجغرافية”.

ولفت الهندي الى أن كثيرا من الناس اليوم أصبحوا يشعرون بأن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت توفر نوعا من الثقافة والمعلومة السريعة المختصرة في مختلف مجالات الحياة، وتتيح محتوى يمكن أن يسهم في تطوير حياتهم العلمية والتعليمية والصحية والوظيفية.

وأكد أن الملاحظ اليوم أن قسما كبيرا من الداخلين الجدد على منصات التواصل الاجتماعي هم من شريحة اليافعين والمراهقين، التي يرى الهندي أنها أصبحت “تشكل جزءا كبيرا من حياتهم اليومية إن لم تكن كلها”.

وقال “إن البطالة مع وجود وقت طويل فارغ أمام كثير من الشباب اليوم، أصبحت عاملا ودافعا لصرف وقت طويل على الشبكات الاجتماعية وتصفحها والاستفادة قدر الإمكان من المحتوى المتوافر عيلها”، لافتا الى أن هناك شريحة من الناس والشباب باتت تستخدم وتندمج بعوالم المنصات الاجتماعية من باب “الموضة والتقليد”.

وعلى صعيد متصل، قال التقرير “إن عدد حسابات الأردنيين على تطبيق “سنابشات” المتخصص بمحتوى الصور والفيديو قد سجل في نهاية الربع الأول من العام الحالي قرابة 3.2 مليون حساب، مستحوذا على نسبة تصل الى 15 بالمائة من إجمالي عدد حسابات الأردنيين على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي”.

ويستحوذ تطبيق “سنابشات” على اهتمام الشباب والصغار أكثر من غيرهم من شرائح المجتمع حول العالم وفي الأردن لما يوفره من مزايا لتوثيق اللحظات اليومية لمختلف النشاطات اليومية الاجتماعية والعملية بشكل سريع وتشاركي مع أصدقائهم ومعارفهم ومجتمعاتهم.

وبين التقرير العالمي، أن شبكة “لينكد ان” الاجتماعية المهنية المعنية بالوظائف والتوظيف، هي من الأكثر استخداما في المملكة، عندما بلغ عدد حسابات الأردنيين عليها قرابة المليون ونصف المليون حساب.

وأشار التقرير الى أن عدد حسابات الأردنيين على منصة التدوينات المختصرة “تويتر” تجاوز في نهاية الربع الأول من العام الحالي حاجز النصف مليون حساب.

وأكد الخبير التقني يزن صوالحة، أن المحتوى الفيديوي اليوم، وخصوصا القصير منه، بات يستقطب الناس بمختلف الشرائح على الشبكات، لافتا إلى أن “فيسبوك” و”انستغرام” و”يوتيوب” هي اليوم الأكثر استخداما في الأردن، مع ما توفره هذه المنصات من مزايا جديدة تختص بعرض ومشاهدة المحتوى الفيديوي.

وأشار الى أن هناك سباقا وإبداعا في إنتاج وعرض المحتوى الفيديو، وهو ما بات يستقطب الناس للمشاهدة، مع تفضيلهم الوسائل التي توصل المعلومة والخبر بشكل سريع وواف.

وأكد أن وعي الشبكات الاجتماعية العالمية لشكل المنافسة الجديد على المحتوى المصور والفيديوي، أصبح واضحا وجاذبا للناس ولصانعي المحتوى على حد سواء، في جانبي صناعة وعرض المحتوى أو للحصول بسرعة على الأخبار أو المعلومات لأغراض التعليم وتطوير الذات والوظائف.

والشبكات الاجتماعية عبارة عن مواقع على شبكة الإنترنت يتواصل من خلالها الملايين الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة؛ حيث تتيح هذه الشبكات لمستخدميها مشاركة الملفات والصور وتبادل مقاطع الفيديو وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات الفورية.

المصدر: الغد

مقترحات