هناك بوادر مهمّة تقترح أن سينما الكوميكس دخلت مرحلة النصف الثاني من القوس، وأن الاهتمام بها كمصدر ترفيه وحيد بدأ في الانكماش بالفعل.
خلال الخمسة عشر سنة الماضية أمطرتنا هوليوود بعشرات الأفلام التي تم استيحاؤها من شخصيات الكوميكس المنشورة في مجلات مارفل ودي سي. أفلام مثل «آيرون مان» و«باتمان» و«ذا أفنجرز» و«كابتن أميركا» استولت على مقادير النجاح التجاري في الولايات المتحدة وخارجها. سنة بعد سنة كانت قوائم الأفلام الأنجح في «شباك التذاكر» تتألّف من أفلام الكوميكس بنسبة غالبة. ثلاثة من أصل كل عشرة كانت لأفلام من تلك المنتمية إلى أنواع أخرى.
في الشهر الماضي بدا أن هناك تململاً بين المشاهدين. حط فيلم «شازام: غضب الآلهة» (Shazam: Fury of the Gods) قبل ثلاثة أسابيع على رأس قائمة الأفلام الأعلى رواجاً لأسبوع واحد انزلق بعده إلى مراكز متأخرة. فيلم بميزانية تزيد قليلاً عن 125 مليون دولار حقق حتى الآن 128 مليون دولار، مما يعني أنه لن يستطيع تحقيق أي أرباح مبنية على ضرورة تسجيل ضعفي التكلفة لأجل إنجاز أرباح فعلية.
في الأسبوع الماضي تقدّم «زنزانات وتنانين: شرف بين اللصوص» (Dungeons & Dragons: Honor Among Thieves) لملء مكان شاغر على القمّة. تكلّف الفيلم 150 مليون دولار (عدا الدعاية وتكاليف الترويج) واكتفى للآن بـ127 مليون دولار من إيراداته حول العالم.
هذه البوادر تؤكد من أن كل نوع من الأفلام وكل «ترند» لمحتوى محض تجاري آيل في الانكفاء. طبعاً لن يحدث هذا سريعاً وهوليوود (ديزني وسواها) ما زالت تستثمر في هذا الاتجاه، لكن الأرقام المذكورة لها دلالاتها أيضاً وهي من صنع الجمهور الذي ربما اكتفى.
المصدر: الشرق الأوسط
