تُحدث منصة “ترانس بيتش- Trans Pitch ” ، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ثورة في مجال تحويل الصوت إلى نص في منطقة الخليج مع توقع وصول حجم سوق الخدمات اللغوية إلى 45 مليار دولار بحلول عام 2025.
قال أحد الخبراء أن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي ساهم بشكل كبير في تسريع نمو قطاعي الترجمة والنسخ في منطقة الخليج، حيث تشهد الآن توسعًا اقتصاديًا وتقدمًا تكنولوجيًا وعولمة متصاعدة.
وفقًا لـ عبد الوصي، الرئيس التنفيذي لشركة “ميديا بيتش” ، وهي شركة صناعة محتوى مقرها نيودلهي في الهند، من المتوقع أن تصل قيمة القطاع المعتمد على الذكاء الاصطناعي في سوق خدمات اللغة، التي تشمل الترجمة والنسخ، إلى 5.72 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 17.2%، مما يمثل تحولًا كبيرًا في الصناعة.
وارتكز عبد الوصي إلى البيانات الأخيرة من شركة Verified Market Reports التي قدرت حجم سوق ترجمة الذكاء الاصطناعي العالمي بمبلغ 2.17 مليار دولار أميركي في عام 2023.
وأطلقت “ميديا بيتش” مؤخرًا “ترانس بيتش”، وهي منصة تعمل بالذكاء الاصطناعي قادرة على ترجمة ونسخ أي ملف صوتي أو فيديو إلى نص في غضون دقائق، وتدعم أكثر من 100 لغة.
وقال عبد الوصي: “في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي، هناك طلب متزايد في قطاعات مثل الأعمال والرعاية الصحية والسياحة، مما يدفع بشكل كبير نمو الخدمات اللغوية.”
وأشار إلى الدور المحوري للحلول المبتكرة مثل”ترانس بيتش” في البيئة التكنولوجية الحديثة، حيث تُمكن المنصة المستخدمين من التحقق من دقة الترجمة والنسخ بشكل متسلسل، بالإضافة إلى ميزة إعادة الصياغة التي تُحسن المحتوى عن طريق تحويل الصوت أو الفيديو مباشرة إلى تنسيقات متعددة مثل التقارير أو التحقيقات أو المقابلات.
يُعزى التقدم الملحوظ في صناعة الخدمات اللغوية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الديناميات الاقتصادية النابضة بالحياة في المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تستقطب استثمارات أجنبية ضخمة وعمليات تجارية تتطلب خدمات توطين وترجمة شاملة.
“مع توسع الشركات متعددة الجنسيات في منطقة الخليج، يتزايد الطلب بشكل مُلّح على الترجمة إلى اللغة العربية، بين لغات أخرى، لتلبية احتياجات السوق المحلية”، وفقًا لعبد الوصي.
وأضاف الى انه على الرغم من أن اللغة العربية تظل الأكثر طلبًا للترجمة في المنطقة، إلا أن مجتمع المغتربين المتنوع والعلاقات التجارية الدولية تولِّد طلبًا متزايدًا على اللغات الأخرى، مثل الصينية والروسية والهندية وغيرها من اللغات الهندية، ما يعكس العلاقات الاقتصادية العريضة والتنوع السكاني في دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
من جهته، قال حمود صديقي، مبتكر منصة “ترانس بيتش”، أن التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والترجمة الآلية (MT) تلعب دورًا حيويًا في تحول مشهد الخدمات اللغوية في منطقة الخليج. وأكد على أهمية هذه التقنيات في تعزيز فعالية ودقة خدمات الترجمة والنسخ، مما يعد أمرًا بالغ الأهمية لقطاعات مثل التجارة الإلكترونية والمحتوى الرقمي. وأضاف أن التواصل الثقافي في الوقت المناسب والملائم للسياق يعتبر أمرًا بالغ الأهمية.
وأشار إلى زيادة كبيرة في الطلب على خدمات الترجمة الصوتية إلى النصية وخدمات النسخ في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو النمو الذي يُدفع بواسطة عدة عوامل، بما في ذلك الزيادة الملحوظة في المحتوى السمعي البصري عبر مختلف الصناعات.
وأكد صديقي أن هذا الاتجاه يرجع جزئياً إلى التحول نحو البيئات المهنية النائية، مما أدى إلى زيادة الحاجة إلى هذه الخدمات في قطاعات الأعمال والرعاية الصحية والسياحة وغيرها من القطاعات.
وفقًا لدراسة أجرتها Astute Analytica، من المتوقع أن يصل حجم سوق الخدمات اللغوية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، الذي يشمل الترجمة والنسخ، حوالي 45 مليار دولار بحلول عام 2025. هذا النمو مدفوع باعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعزز وتحسِّن دقة الترجمة وسرعتها عبر قطاعات متعددة.
وتشير تقديرات شركة Mordor Intelligence إلى أن سوق خدمات اللغات العالمية سيشهد نموًا مستدامًا بمعدل سنوي مركب يبلغ 6.32% خلال الفترة من 2024 إلى 2029، مما يعكس الطلب المتزايد على الترجمة والخدمات ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الخليج.
خبر صحفي